recent
عاجل

أهم 10 مهارات حياتية يمكن اكتسابها

بقلم: لمى بركات

يولد الطفل حاملاً مورثات أهله سواءً جسدياً أو حتى سلوكياً –الأمر الذي ما زال العلم يختلف عليه فيما إذا كان الطفل يرث شيئاً من سلوكيات أهله وأجداده أم لا- وعندما يبدأ بالتفاعل مع ما حوله من المؤثرات يبدأ تعلم الإنسان لأولى المهارات الحياتية كمهارة التواصل. وطالما تستمر الحياة يستمر تعلم الإنسان للمهارات بأنواعها.

أهم 10 مهارات حياتية يمكن اكتسابها

أهم 10 مهارات حياتية يمكن اكتسابها

 تعريف المهارة وأنواعها:

التعريف الأشمل لكلمة "مهارة" والذي بنيته بعد قراءة وإطلاع هو: أنَّ المهارة هي
"تطبيق فعَّال لمعرفة ما تم اكتسابها في مجال ما من الحياة تعود بالمنفعة على الإنسان".
ينطبق هذا التعريف على كافة أنواع المهارات كالمهارات الناعمة/الداعمة Soft Skills/Powerful Skills التي نحتاجها بسبب الطلب المتزايد عليها في سوق العمل وأكثرها طلباً هي المهارات الشائعة Transferable Skills. أو المهارات الصلبة Hard Skills وهي المهارات التقنية التي يكتسبها الإنسان من خلال الدراسة أو العمل. أو مهارات سبل العيش Livelihood Skills وهي مزيج من المهارات الصلبة والناعمة التي تساعد الباحث عن العمل على الحصول على عمل يدعمه اقتصادياً بحسب تعريف المنظمات الإنسانية العالمية. وتبقى المهارات الأعم والأشمل هي المهارات الحياتية Life Skills.
عرَّفت منظمة الصحة العالمية المهارات الحياتية:" قدرة الإنسان على التكيف والسلوك بشكل إيجابي فيتمكن من التعامل بفعالية مع متطلبات الحياة اليومية وتحدياتها."
أما الهيئة الدولية للصليب الأحمر عرَّفت المهارات الحياتية بأنها: "المهارات التي تجعل الناس تتأقلم مع الحياة وتحدياتها وتغيراتها".
أما اليونيسف عرَّفت المهارات الحياتية على أنها: "التغيرات أو التطورات السلوكية التي تؤدي للتوازن في 3 مجالات: معارف الإنسان وسلوكياته ومهاراته، مما يهيئ الإنسان لخوض الحياة بفعالية أكبر".

ما هي المهارات الناعمة Soft Skills وكيف تكتسبها

 أنواع المهارات الحياتية:

بحسب اليونيسكو ومنظمة الصحة العالمية تم تصنيف المهارات الحياتية العشر الأكثر شيوعاً كالتالي:
  1. مهارة حل المشكلات Problem Solving Skill
  2. التفكير الناقد Critical Thinking
  3. مهارات التواصل الفعال Effective Communication Skills
  4. مهارة اتخاذ القرار Decision Making Skill
  5. التفكير الإبداعي Creative Thinking Skill
  6. مهارة بناء العلاقات الصحية Interpersonal Relationship Skill
  7. مهارة الوعي الذاتي Self-Awareness building Skill
  8. مهارة التعاطف Empathy Skill
  9.  مهارة التعامل مع الضغط النفسي Coping with stress
  10.  مهارة التعامل مع المشاعر Coping with emotions

1) مهارة حل المشكلات:

عند مواجهة مشكلة عليك استخدام مهارة حل المشكلات التي تعد إحدى أهم المهارات الحياتية، حيث لا بد من الفهم الموضوعي لها لتحديدها بوضوح. لأنَّ تحديدها يعني أنك اقتربت من الحل. يمكن القيام بذلك باستخدام عدة آليات منها مقارنة السلبيات والإيجابيات للحل المقترح، وقياس جدوى الحل بالتأكد من أنَّ إيجابياته تتفوق على سلبياته وأنَّ سلبياته لا تؤدي إلى حدوث مشاكل أخرى وتأتي هنا مهارة حياتية أخرى وهي مهارة اتخاذ القرار.
بالتدريب المستمر على مهارة حل المشكلات تستطيع التفكير بالحلول المحتملة وإيجابياتها وسلبياتها بشكل سريع وبديهي مما يوصلك للحل المنطقي دون تضييع الوقت.
من الأفضل ألَّا تؤجل حل أي مشكلة تواجهك، فالمشكلات التي تبقى عالقة دون حل تسبب لك ضغطاً نفسياً وقد تؤدي إلى إصابتك بالإجهاد الجسدي نتيجة التوتر غير المعالج لمدة طويلة.

2) التفكير الناقد:

هي المهارة الحياتية التي يُعبَّر عنها بالقدرة على تحليل وتقييم المعلومات والخبرات بطريقة موضوعية. حيث يساعدك التفكير الناقد على فهم نفسك أكثر، ويجنبك أي معتقدات خاطئة أو سلبية ويجعلك تركز على نقاط قوتك.
للتفكير الناقد 5 خطوات:
أ‌) صياغة السؤال الخاص بالموضوع أو المشكلة التي تواجهك.
ب‌) تجميع المعلومات.
ت‌) البدء بالتطبيق بناءً على المعلومات التي تم جمعها.
ث‌) الأخذ بالحسبان نتائج وآثار هذا التطبيق.
ج‌) الاطلاع على وجهات النظر الأخرى المتعلقة بالموضوع أو المشكلة.

3) مهارات التواصل الفعّال:

التواصل الفعّال يعني أنك تستطيع التعبير عن ذاتك بطرق مفهومة لمن حولك. أي أنك تمتلك القدرة على التعبير عن رغباتك وآرائك ومخاوفك وحاجاتك لذلك يعتبر التواصل الفعال من أهم المهارات الحياتية التي عليك التركيز على تطويرها.
كمثال عليها إذا أراد مراهق أن يرفض عرض رفاقه لتناول المخدرات يجب أن يكون محصناً ليقول لا بتصميم وحزم. وهذا التصميم يأتي بالتدريب المستمر لمهارة التواصل التي تساعده على التعبير عما يدور في خاطره دون تردد.
لمهارات التواصل خمسة عناصر هي: الثقة بالنفس وبالآخر، الاحترام المتبادل، التفهم لنفسك وللآخرين، التعاطف مع من حولك، والدقة في الملاحظة والتعبير.
لا يقتصر التواصل الفعال على التواصل الكلامي بل يُدَعَّم بوسائل تواصل أخرى كلغة الجسد مثلاً، فإخبار أحدهم أنني أثق به بالكلام فقط لا يكفي، بل يجب أن يتم التعبير عن ذلك من خلال لغة الجسد أيضاً التي تستخدم كآلية مكملة للتعبير.

4) مهارة اتخاذ القرار:

تمكنك مهارة اتخاذ القرار كإحدى المهارات الحياتية من التعامل بشكل بنَّاء مع القرارات التي تؤثر على حياتك مما يجعلك تصنع القرارات الفعالة فتحقق النتائج المرجوة من أدائك لعملك. وتعتبر هذه المهارة من المهارات المهمة في حياتك لذلك عليك دائماً التدرب عليها لتصبح سرعة اتخاذك للقرار فعالة ولا تعيق سير العمليات.
يمكن اتباع 7 خطوات لاتخاذ قرار فعال:
  1. تحديد نوع القرار.
  2. تجميع المعلومات.
  3. تحديد البدائل.
  4. التفكير بالنتائج في حال اعتماد أي من البدائل الممكنة.
  5. 5اختيار البديل المناسب.
  6. التنفيذ.
  7. التحقق من نتائج القرار بعد الحصول على التغذية الراجعة من التنفيذ.

5) التفكير الإبداعي:

يحتاج التفكير الإبداعي للمرونة فعند محاولتك التفكير بالحلول المحتملة لمشكلة ما يجب أن تستبعد الحلول التقليدية المطروحة عادة. فتصبح قادراً على تحليل الأمور ورؤيتها بطرق مختلفة "خارج الصندوق".
لا يقتصر التفكير الإبداعي على إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهك حديثاً بل تمكنك من إيجاد حلول لمشاكل تعاني منها منذ زمن ولم تستطع إيجاد حل لها. فمثلاً التفكير في إمكانية التواصل مع الآخرين الذين يبعدون عن بعضهم آلاف الأميال جعل الإنسان يفكر في إيجاد حل مبتكر تَمثَّل بالهاتف المحمول الذي أصبح ركناً أساسياً في حياتنا اليومية والذي بدوره ساعد على إيجاد وسائل التواصل الاجتماعي. تمَّ التوصل لإيجاد هذه الحلول بواسطة التفكير الإبداعي.
يمنحك التفكير الإبداعي رؤية جديدة للأمور أو يجعلك تتبع طرق تنفيذ مميزة لما يواجهك من أمور. مما يساعدك على توليد أفكار جديدة ويحول منظور رؤيتك لما يواجهك. فتستطيع تحقيق إنجازاتك بإبداع.
من التطبيقات العملية على ممارسة مهارة التفكير الابداعي: التفكير خارج الصندوق، الكتابة التسويقية Copywriting، الإبداع الفني، حل المشكلات.

6) مهارة بناء العلاقات الصحية:

تساعدك مهارة بناء العلاقات الصحية والتي تعد إحدى المهارات الحياتية على بناء علاقات إيجابية مع الأشخاص الذين تتعامل معهم. أي بناء علاقات صداقة والمحافظة عليها. والمحافظة على علاقاتك مع الأسرة التي تُعدّ داعماً رئيسياً اجتماعياً. وأيضاً تمكنك من إنهاء العلاقات بحزم عند الحاجة لذلك.
الحفاظ على علاقات شخصية صحية متوازنة من أهم الأمور التي يجب الحرص عليها لتحقيق التوازن النفسي. ويحتاج ممارسة هذه المهارة للعديد من المهارات الحياتية الأخرى كالتعاطف والتواصل الفعال والمهارات الأخرى المماثلة.
تؤدي العلاقات الشخصية المضرة لتعريضك للتوتر وتصبح عائقاً في معالجة الضغوط التي تتعرض لها بشكل يومي. لذلك لا تؤجل التخلص من العلاقات السامة.

7) مهارة بناء الوعي الذاتي:

عند معرفة الشخص لنقاط قوته يتمكن من تقييم قدراته بشكل أفضل، مما يجعله أكثر إنتاجية. لذلك عند اهتمامك ببناء الوعي لذاتك تمكنك هذه المهارة الحياتية من تعريف نقاط قوتك، ونقاط ضعفك، ما تحب وما تكره، وغيرها من الخصائص الشخصية.
مهارة الوعي الذاتي مهمة جداً كي ترتاح مع نفسك وبذلك تستطيع التعامل بسلاسة أثناء تعرضك للتوتر، فعند فهمك ما يزعجك وإدراكك سبب انزعاجك تستطيع التخلص من الانزعاج لتعمل بكفاءة.
ومن فوائد الوعي الذاتي مثلاً في حال أدرك الشخص أنه يماطل كثيراً في أداء عمله يقوم بتعديل طريقة إدارته للوقت مما يمكنه من تحويل الفشل إلى نجاح.
يمكن بالانتباه للجوانب التالية أن تحدث فرقاً في وعيك الذاتي لنفسك: يجب أن تكون متوجهاً، وتغير طريقة تفكيرك، وتتبع تدريب مستمر لمهاراتك، وتغير سلوكياتك – وتنتقل من الفشل في التواصل مع نفسك إلى النجاح في أداء أعمالك.

8) مهارة التعاطف:

التعاطف يعني فهم مشاعر الآخرين ووجهة نظرهم. لأنَّك بالتعاطف تستطيع فهم اهتمامات الناس وردود أفعالهم، مما يساعدك على فهم سلوكهم بعمق.
من المهم ألا تستعجل بالحكم على تصرفات من حولك وتعطي نفسك المجال حتى تفهم أسباب سلوكهم كي تظهر تعاطفك معهم. لذلك من المهم أن تجمع المعلومات الكافية للحالة النفسية الحاصلة للشخص عند الغضب مثلاً، وأن تحاول فهم ما حدث من منظوره لكي تفهم ما الذي جعله يصل لهذه الحالة. وهذا يساعد على بناء علاقات أفضل مع من حولك.
للحصول على علاقة ناجحة مع من تحب ومع المجتمع بشكل عام يجب أن تفهم حاجات الناس وتهتم بها. فالتعاطف هو القدرة على تخيل حياة الآخرين. ودون التعاطف يصبح تواصلك مع الآخرين كرحلة الذهاب دون عودة. بل أسوأ من ذلك، ستتصرف بحسب اهتماماتك الشخصية فقط دون الاهتمام بالآخرين مما يؤدي حتماً لحدوث المشاكل. ما من أحد منا يعيش على جزيرة منفرداً. نتعامل مع العلاقات مع عدة أشخاص باستمرار لذلك عندما نفهم ذواتنا ونفهم الآخرين ودوافعهم نكون جاهزين للتواصل مع حاجاتنا ورغباتنا. وسنستطيع التعبير عما يجول في نفوسنا لمن حولنا دون إزعاجهم. مما يجعلنا نحصل على الدعم من الآخرين لأنهم فهموا حاجاتنا وأفكارنا.
يساعدنا التعاطف على فهم الآخرين الذين قد يختلفون كثيراً عنا وهذا يحسن تفاعلنا الاجتماعي. كما يساعدنا على الاهتمام بالناس المحتاجين للعناية والمساعدة.

9) مهارة التعامل مع الضغط النفسي:

أي أنك تستطيع التعامل مع الضغوطات التي تجتاحك وأنت واعٍ لتأثير الضغوط على المشاعر وتأثير ذلك على أفعالك. باستخدام هذه المهارة تتشكل لديك القدرة على التعامل مع هذه التبدلات بفعالية. كما تساعدك هذه المهارة الحياتية على التعامل الفعّال مع الضغط النفسي الذي تتعرض له في الحياة اليومية. وتحديد ما يجعلك مضغوط نفسياً. وما هي الطرق للإحاطة بهذه الضغوط. وكيف يمكن منع حدوثها. ويتم ذلك من خلال فهم ما يحدث باستخدام أساليب حل المشاكل واعتماد طرق عيش صحية. حيث يساعد الفهم للمحرضات التي أدت إلى الضغط النفسي بتحصين نفسك منها كما يمكنك من التعامل مع الضغوط وتخفيفها.

10) مهارة التعامل مع المشاعر:

تتولد المشاعر من الأفكار، لذلك يجب التحكم بأفكارك كي تستطيع التحكم بمشاعرك. ويتم ذلك باستخدام مهارة التعامل مع المشاعر إحدى أهم المهارات الحياتية. عليك دائماً الانتباه إلى استبعاد الأفكار السلبية كي تستطيع تجنب المشاعر المؤذية. ومن المهم جداً أن تجدد مشاعرك بجعل ما يزعجك يمضي وتنساه لتدع الماضي يبتعد عن أفكارك.
يشكل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عاملاً ضاغطاً سلبياً على المشاعر، لذلك يعتبر التواصل مع من حولنا بشكل مباشر طريقة لتخفيف الضغوطات العاطفية التي نتعرض لها ويمكننا من الترويح عن أنفسنا أكثر من التواصل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعية.
وعلى الرغم من كل المهارات المذكورة أعلاه إلا أنَّه لا يوجد قائمة ثابتة تعريفية للمهارات الحياتية، فالقائمة لا زالت قيد النقاش بحسب الدكتور Spencer Kagan. ولكن لا بأس إنْ أطلقنا عليها اسم المهارات الحياتية Life Skills، أو مهارات القرن الحادي والعشرين 21st century Skills، أو حتى لو اعتبرناها من ضمن المهارات الناعمة.
يتميز الطلبة الذين يتمكنون من فهم واستخدام هذه المهارات أثناء سنوات دراستهم من اغتنام الفرص في سوق العمل أكثر من الذين لم يحصلوا على فرصة تعلم هذه المهارات. قسَّم الدكتور Spencer Kagan المهارات إلى 4 تصنيفات أساسية:
أهم ١٠ مهارات حياتية يمكن اكتسابها


تدعم المهارات الحياتية الصحة النفسية الاجتماعية بتعزيز كلٍّ من مهارات التواصل، التفكير الإيجابي، المهارات التحليلية، ومهارة وضع الأهداف، التعاون مع الآخرين والتأقلم مع التغيرات.
فعلى اختلاف تقسيمات المهارات الحياتية لا يمكن الإحاطة بها جميعها بشكل كامل بل يمكن اعتماد حاجتك لمهارات حياتية معينة لتركز عليها وتطورها. ولكن في نفس الوقت لا يمكن عزل إحدى المهارات الحياتية عن باقي المهارات لأنها متداخلة ومترابطة وتؤثر كلاً منها بالبقية. فمثلاً التفكير المنطقي مطلوب للوصول إلى حل فعال عند استخدام مهارة حل المشكلات وفهم الموقف بين الأشخاص من منظور أوسع باستخدام مهارة العلاقات الشخصية ومهارة التعاطف.

 أهمية المهارات الحياتية:

عندما يتمكن الإنسان من المهارات الحياتية يستطيع اكتشاف البدائل الممكنة، يقارن الإيجابيات والسلبيات ويتخذ القرارات العقلانية لحل أي مشكلة.
وجدت اليونيسف أن التدريب على المهارات الحياتية يحقق النتائج التالية:
  1.  التخفيض من السلوكيات العنيفة خاصة عند المراهقين.
  2. ازدياد فعالية السلوكيات الاجتماعية.
  3. التخفيف من السلوكيات السلبية المدمرة للذات.
  4. ازدياد القدرة على التخطيط المسبق واختيار الحلول الفعالة.
  5. مساعدة المتدربين على تحسين الصورة الذاتية.
  6. ازدياد الوعي الذاتي لدى المتدربين.
  7. مساعدة المتدربين على تعديل المشاعر والتفكير الاجتماعي.
  8. تمكين الأشخاص من التعامل مع القلق.
  9. مساعدتهم على تحسين السيطرة على الانفعالات ومشاكل العلاقات الشخصية.

1-3 أهمية المهارات الحياتية بالنسبة للطفل والمراهق:

يستخدم التعلم التفاعلي في تعليم الأطفال والمراهقين مهارات الحياة باستخدام خمس أساسيات:
النشاطات العملية، التغذية الراجعة، نتائج استخدام المهارات، التعليم الموجه والمكثف، والتطبيق العملي عند مواجهة تحديات الحياة اليومية.
المهارات الحياتية للمرحلة الابتدائية عند توجيه الأطفال لتعلم المهارات الحياتية نمكنهم من بناء الثقة بالنفس والاستقلالية. حيث يتدربون على مهارة حل المشكلات، مهارات التواصل، مهارة اتخاذ القرار.
أما في المراهقة التي تعتبر مرحلة النمو والتطور بين الطفولة والشباب. والتي تتميز بالتغيرات النفسية السريعة والتطور الاجتماعي النفسي. حيث تمتد علاقاته من العائلة الصغيرة والمحيطين القريبين ويتأثر بشدة برفاقه والعالم بشكل عام. يصبح دماغ المراهق تحليلياً أكثر حيث تعتبر سنوات المراهقة هي أكثر السنوات التي تتميز بالإبداع، المثالية وروح المغامرة. ولكنها أيضاً سنوات التجارب والتعرض للمخاطر والتأثر السلبي بالرفاق واتخاذ القرارات المتسرعة الخاطئة خاصة المتعلقة بأجسامهم. لذلك تعتبر فترة المراهقة نقطة التحول المهمة في حياة الإنسان.
حيث يتم خلالها تشكيل معالم شخصية الإنسان، يحتاج المراهق لـ:
  1. تطوير الهوية الشخصية: التي تحتاج تعلم مهارة الوعي الذاتي. وبذلك يتمكن من بناء هويته الشخصية بصورة إيجابية ويتطور منظوره الفكري مما يساعده على تحقيق ذاته.
  2. التعامل مع المشاعر: والذي يحتاج تعلم مهارة الوعي الذاتي والذكاء العاطفي. حيث أنَّ المراهق يتعرَّض للكثير من التقلبات المزاجية كالغضب، الحزن، السعادة، الخوف، الخجل، الشعور بالذنب، والحب. وفي الكثير من الأحيان لا يستطيع المراهق فهم اضطراباته العاطفية. وإذا كان المراهق لا يملك بيئة داعمة ليتشارك همومه مع الآخرين فلا يتمكن من التعامل مع نفسه واضطراباتها العاطفية، خاصة إذا لم تتوفر الاستشارات النفسية حيث يعيش ولم يكن هناك أحداً حوله ليقترح عليه الذهاب.
  3. بناء العلاقات: تحتاج تعلم مهارة الوعي الذاتي ومهارات التواصل ومهارة بناء العلاقات.كمرحلة من مراحل النمو يعيد المراهق بناء علاقته مع أهله ورفاقه والجنس الآخر. خاصة أنَّ البالغين يتوقعون الكثير من أبنائهم المراهقين والمشكلة تكون عندما لا يستطيعون فهم ما يحصل لهم.يحتاج المراهقون بناء مهارات اجتماعية كي يحصلوا على علاقات صحية وايجابية مع الآخرين بما فيهم الرفاق من الجنس الآخر. حيث عليهم أن يفهموا أهمية الاحترام المتبادل والحدود الاجتماعية لكل علاقة.
  4. مقاومة ضغط الرفاق: تحتاج لتعلم مهارة الوعي الذاتي ومهارة الذكاء العاطفي.يجد المراهقون صعوبة في مقاومة تأثير الرفاق مما يجعلهم يتعرضون للضغوط التي قد تؤدي بهم لطرق الإدمان والكثير من المشاكل الأخرى. فتجربة السجائر بشكل خفيف والقليل من المخدرات قد تتطور لاحقاً لإدمان تصعب معالجته. يعتبر التدريب على المهارات الحياتية أداة فعالة لتمكين الشباب من التصرف بعقلانية، اتخاذ المبادرة، وتمكنهم من القدرة على التحكم. ويصبح الشباب قادرين على تجاوز المآزق العاطفية التي تظهر خلال الحياة اليومية، العلاقات المتشابكة، وضغوطات الزملاء والرفاق. مما يجعلهم أقل عرضة لاستخدام السلوك العنيف أو المضاد للمجتمع أو الادمان بأنواعه أو التمرد والارتباك وعدم التوجه نتيجة عدم قدرتهم على التعامل مع أنفسهم.

2-3- أهمية المهارات الحياتية بالنسبة للأهل وعلاقتهم بأبنائهم:

يؤدي التعرض لوسائل الإعلام والمجتمع لظهور أسئلة كثيرة بالنسبة للأبناء في مختلف مراحل نموهم. وقد تصبح السبب في ازدياد الفجوة في التواصل بينهم وبين الأهل. حيث أنَّ المراهقين يفضلون مناقشة قضاياهم مع رفاقهم والحصول على أجوبة أسئلتهم منهم. لأنهم يخافون من طلب المعلومات من أهلهم خاصة فيما يتعلق بالأمراض التي قد يتعرضون لها نتيجة الممارسات الخاطئة لإرواء فضولهم التجريبي.
أما الأطفال فيميلون للانطواء وعدم التعبير عما يعتمل في أذهانهم مما يزيد ابتعادهم عن أهلهم ويعرضهم لضغوط نفسية هائلة لا يعرفون كيفية التعبير عنها.
لذلك من المهم جداً توجيه الأبناء وتعليمهم كيفية التعامل مع ذواتهم ومع من حولهم. بالتواصل الدائم معهم والاطلاع المستمر على كل جديد فيما يخص المهارات الحياتية التي تضمن للطفل والمراهق والشاب تحقيق الوعي الذاتي والتعاطف وتمكنه من التواصل الفعّال ليستغل الزمن في تحقيق ذاته دون الانتظار حتى الوصول للتخرج من المدرسة أو الجامعة.

3-3- أهمية المهارات الحياتية بالنسبة للمدرسين وعلاقتهم بالطلاب:

يشعر الأساتذة بأنَّ المراهقين لا يرغبون بمناقشة المشاكل الشخصية بصراحة ، وأنَّهم حساسون اتجاه الحديث فيها. والأمر يكون أصعب بالنسبة للأطفال خاصة إذا لم يكن هناك تعاون من قبل الأهل أو الوعي الكافي لإدراك مشاكل أبنائهم وحاجتهم لتعلم المهارات الحياتية.
بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية للمهارات الحياتية فإنَّ "التكيف" يعني أنَّ الإنسان لديه المرونة للتكيف مع كافة الظروف. وأنَّ "السلوك الايجابي" يعني أنَّ الشخص يتطلع إلى الأمام وحتى في المواقف الصعبة يمكنه أن يجد بصيص أمل وفرصاً لإيجاد الحلول.
دور المعلم في تنمية المهارات الحياتية: وجد المختصون بالتعليم أنَّ اكتساب المعرفة للمهارات الحياتية تمكنهم من تعليم الطلاب بكفاءة أكثر مما لو اهتموا بالحصول على شهادة تتعلق بالاختصاص الذي يقومون بتدريسه. فالمهارات الحياتية تساعد الأستاذ على إدارة الصف بفعالية أكثر. وبمعرفة كيفية التواصل الفعال مع الطلاب وتدريسهم بايجابية يساعد الطلاب في التحصيل العلمي. وقد لوحظ أن 50% من نجاح إدارة المعلم للصف ترجع لمهارة العلاقات الشخصية الفعالة لذلك كان لابد من البدء بالاهتمام بالمهارات الحياتية للمرحلة الابتدائية. ويكون ذلك باستخدام طرق تدريس المهارات الحياتية بالتقنيات التالية:
  1.  نقاشات في الصف.
  2. العصف الذهني.
  3.  العروض التوضيحية وممارسة الأمثلة عليها.
  4.  تمثيل حالات توضيحية.
  5.  نشاطات سمعية وبصرية كالفن والموسيقا والمسرح والرقص.
  6.  رسم خريطة القرارات أو أشجار المشكلات.
  7. تقسيم الصف إلى مجموعات صغيرة.
  8. الألعاب التعليمية والمحاكاة.
  9.  عرض حالات للدراسة.
  10. سرد القصص.
  11.  المناظرات.

4-3- أهمية المهارات الحياتية بالنسبة لسوق العمل:

تتضمن المهارات الحياتية الكفاءات النفسية والاجتماعية التي تجعل الإنسان يتخذ القرارات الفعالة ليحل المشاكل ويفكر تفكيراً نقدياً وإبداعياً ويتواصل بفعالية ليبني علاقات صحية. يتعاطف مع الآخرين ويتأقلم مع ظروف الحياة لعيش حياة صحية منتجة. يمكن تصنيف المهارات الحياتية اللازمة لدخول سوق العمل إلى فرعين أساسيين المهارات الفكرية والمهارات الاجتماعية. ففي حين أن المهارات الفكرية تتعلق بالتفكير على المستوى الشخصي. فإنَّ المهارات الاجتماعية تتضمن المهارات الشخصية المتعلقة بالتعامل مع المجتمع والأفراد.
لذلك تكون المهارات الحياتية مزيجاً من هذين الصنفين للسلوك الموجه والتفاوض بفعالية.
حصلت مهارات التواصل الشفهية وروح العمل الجماعي على المرتبتين الأولى والثانية بين 15 مهارة تتعلق بسوق العمل وذلك من خلال استبيان تم القيام به في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2018 حيث تم سؤال مدراء تنفيذيين ومسؤولين عن التوظيف. ولوحظ حينها أنه يصعب إيجاد أشخاص بمهارات تواصل شفهية فعّالة لأنَّ المدارس غير متوجهة لتدريب الطلاب على ذلك. ومن هنا تأتي أهمية المهارات الحياتية للمرحلة الابتدائية وكافة المراحل الدراسية التالية.

5-3- أهمية المهارات الحياتية بالنسبة للعلاقات الاجتماعية:

حصولك على التدريب المستمر للمهارات الحياتية سواءً من تلقاء نفسك أو عن طريق الكتب أو المدربين. يسمح لك بالتواصل مع من حولك بفعالية وبأقل المشاكل. وبذلك تستطيع تكوين الصداقات، بناء حياة أسرية بسلاسة أكثر وبأقل صعوبات ممكنة. من أهم المهارات الحياتية التي تساعد على تحقيق ذلك مهارة حل المشكلات، التفكير الناقد، مهارة العلاقات الشخصية، مهارة اتخاذ القرار، والتفكير الابداعي.

 كيفية اكتساب أهم 10 مهارات حياتية:

يتم اكتساب المهارات الحياتية بالتدريب المستمر كي تحصل على المرونة في تطبيقها. ويتم ذلك من خلال:

1) ركز على مهاراتك الشخصية:

فهذه المهارات هي التي تعتمد عليها للتواصل والتفاعل مع الآخرين بكل وسائل التواصل. فعندما تسمع زملائك بفعالية وتعيد صياغة كلامهم قبل الإجابة. يتأكد زملاؤك أنَّ المعلومات قد وصلتك وتعطي انطباعاً بأنك كنت منصتاً جيداً لزميلك.

2) واصل التعلم:

التعلم يهيئك لمواجهة التحديات الجديدة. كما يساعدك على إيجاد الحلول لأن التعلم ينشط دماغك بشكل دائم ويطور قدراتك. يمكنك التعلم من خلال الكتب، التدرب عبر الإنترنت، والتفاعل مع الزملاء فعندما تتعلم تتطور شخصياً ووظيفياً.

3) قم بالاستعانة بمدرب إن كان ممكناً:

فالمدرب يمكن أن يساعدك في تطوير مهاراتك بخبراته الحياتية التي حصل عليها من خلال عمله.

4) قم بإحاطة نفسك بالأشخاص ذوي الطاقة الإيجابية:

تُعَلِّمك المهارات الحياتية أنَّ الفشل وارد دائماً وأنه باستمرار هناك مجال للتطور. ومن المهم كثيراً أن تحيط نفسك بالناس الإيجابيين لأنَّ ذلك سيكون سبباً في تحفيزك وتطورك.

5) تدرب على الوعي الذاتي:

يمكنك التطور من خلال تقييم إيجابياتك وسلبياتك وقدراتك. مما يساعدك على تصحيح أخطائك وتحقيقك التطور في عملك. ولتتمكن من ذلك عليك أن تسأل عن التغذية الراجعة لأدائك الوظيفي. واصل البحث عن الفرص لتطوير مهاراتك لتتمكن من تطوير أدائك العملي.
تعتبر اليونيسف أنَّ أهمية النجاح في اكتساب المهارات الحياتية يكمن في العوامل التالية:
أ‌- المهارات-تلك التي تعزز مجموعة من المهارات الشخصية والنفسية الاجتماعية المرتبطة ببعضها. مثال، اتخاذ القرار يتم من خلال التفكير المنطقي والإبداعي وتحليل مكونات المشكلة.
ب‌- معرفة ما يواجهنا بشكل واضح ومحدد – يجب الانتباه إلى ما يواجهك في حياتك اليومية كي تستطيع التأثير على سلوكك أثناء تعاملك معه من خلال استخدام المهارات الحياتية اللازمة لمتابعة حياتك والمضي قدماً. ومهما كان ما يواجهك لا يمكن ممارسة المهارات اللازمة بشكل فعال إلا من خلال المعارف اللازمة، السلوك والمهارات.
ت‌- التعايش المشترك- لا يمكن تعلم المهارات الحياتية من العيش وحدنا يجب التفاعل مع من حولنا لتطويرها.
وبذلك نجد أنَّ اكتساب المهارات الحياتية أصبح ضرورة لابد منها للتمكن من تطوير شخصيات أبنائنا ومساعدتهم على حماية أنفسهم. إلى الحاجة لها لدخول سوق العمل وحتى عيش الحياة المشتركة بالنسبة للمتزوجين، وبناء الصداقات بحاجة للمهارات الحياتية. لذلك عليك دائماً البحث عن حاجاتك من المهارات الحياتية والتركيز على نقاط ضعفك في المهارات التي تحتاجها لتتدرب عليها وتحسن نوعية حياتك.

ماهي أهم خمس مهارات أساسية في الحياة؟

  •  إدارة الوقت.
  •  القدرة على اتخاذ القرار
  •  الإدارة المالية
  •  أهمية الحفاظ على البيئة
  •  المرونة والقدرة على التكيف

من أين تأتي أهمية المهارات الحياتية؟

المهارات الحياتية تتضمن القدرة على التحكم العاطفي، الانتباه على الصحة، الأموال، العلاقات، الدراسة والأداء، إلخ .. – وقدرتك على إدارة كل هذه الجوانب له التأثير المباشر على مشاعرك اتجاه نفسك، توازنك العاطفي، صحتك الجسدية واستقلاليتك.
· ماهي المهارة التي على الجميع أن يمتلكها؟
مهارة التواصل الفعال سواء كان هذا التواصل شفهياً أو كتابياً. التواصل هو مهارة حياتية أساسية فلا أحد يعيش في هذا العالم وحده لذلك تعلم التواصل مع الآخرين سيساعدك للوصول حيث تشاء في الحياة. وهي مهارة قابلة للتعلم حتماً.

- فيديو يتحدث عن المهارات الحياتية:
المهارة التي لا يتقنها أغلب البشر-ملخص كتاب: الذكاء العاطفي 2.0- قناة جيل يقرأ-ReadTube
فيديو من Tedex عن التفكير الابداعي:
"The Hidden Path to Creativity" | Stephan Schwartz | TEDxOrcaslsland- TEDx Talks


 أهم الكتب للاطلاع علي المهارات الحياتية:

google-playkhamsatmostaqltradent