recent
عاجل

تنمية الإنسان بين التنمية البشرية و الموارد البشرية

 بقلم: نهال فاروق 

تنمية الإنسان

يتنامى في يومنا هذا مصطلح الموارد البشرية لما له من دور مؤثر على كافة الأصعدة الإنتاجية و الإدارية و المالية و التجارية و غيرها مقارنة بالموارد الأخرى, ولا ننكر الإحتياج المتزايد للموارد البشرية بعد التطور السريع في مجالات عدة مثل مجالات الصناعة و التكنولوجيا والخدمات مما انعكس عليها و على تنظيم هيكل المؤسسات و المنظمات و الإحتياج للموارد البشرية المتنوعة القدرات للمساهمة في التطور

كما ظهر اتجاه موازي هو الإهتمام بتنمية الإنسان والتركيز على تكوينه وبناء قدراته و خبراته و مهاراته, مما دعى البعض الخلط بين مفهومي الموارد البشرية و التنمية البشرية. خاصة و أن كلاهما قائم على تنمية الإنسان ولكن لكل منهما مسلكه و أهدافه و وظيفته المختلفة.

التنمية البشرية و الموارد البشرية


مفهوم التنمية البشرية

عملية يعتبر فيها الإنسان محور عملية التطوير و التنمية ليكون قادراً على مواكبة المستقبل و الاستعداد له، بما يضمن استمرارية التنمية و مواصلتها، من خلال تقوية مهاراتهم وصقل خبراتهم المستمر في اطار خطط تطوير و تنمية القوى البشرية العاملة.

محاور مفهوم التنمية البشرية

  • الأول : تأهيل و صقل القدرات البشرية، فالأفراد يولدون بقدرات متساوية نسبياً، إلا أن هذه القدرات إما أن تهدر و إما أن تصقل من خلال التعليم و التدريب و التنشئة الإجتماعية.
  • الثاني : استثمار القدرات البشرية في التنمية الإقتصادية و السياسية و المجتمعية.
  • الثالث : يتعلق بمستوى رفاهية المجتمع انعكاساً لحسن توظيف واستغلال القدرات البشرية.

ومن هنا فإنه رغم تعدد التعريفات و المفاهيم لمصطلح التنمية البشرية فإنها جميعاً تتضمن مفهوماً أساسياً، وهو إتاحة أفضل الفرص الممكنة لاستغلال الطاقات البشرية المتاحة من أجل تحقيق مستوى رفاهية أفضل للأفراد. فالبشر هم الهدف الأساسي للتنمية البشرية، وكذلك الأداة الأساسية لتحقيق هذه التنمية.

 تعرف على انتقادات  التنمية البشرية 

أهداف التنمية البشرية

  • زيادة ثروة و دخل المجتمع و حتى الأفراد.
  • النهوض العام و الشامل بالأوضاع الثقافية و الاجتماعية و الصحية و التعليم.
  • تمكين الأفراد سياسياً و تفعيل مشاركتهم في المجتمع بحسن توظيفهم واستغلال طاقاتهم و قدراتهم لخدمة أنفسهم و مجتمعاتهم.

مفهوم الموارد البشرية

هي إدارة و توجيه و تنمية كفاءة القوى البشرية العاملة التي تحتاجها المؤسسات و الشركات حيث تم انتقائهم من خلال اختبارات ومعايير مختلفة، لرفع كفاءتهم الإنتاجية للحد الأقصى و جعل ادائهم متناغماً مع أهداف المؤسسة النهائية. أي أنه مفهوم يمكن التعبير عنه بشكل مختصر”وضع الشخص المناسب في المكان المناسب”.

فهو مصطلح يعبر عن كل جهد علمي منظم يبذل لتعظيم الإستفادة من الموارد البشرية التي تمتلكها المنشأة أو المؤسسة بما يضمن الارتقاء بالمستوى المهاري و المعرفي للقوى البشرية القادرة على العمل من الوضع الحالي إلى الوضع المستهدف.

وبهذا التصور يكون جديراً بالذكر أن تنمية الموارد البشرية هي تعظيم للطاقات البشرية لسكان المجتمع واستغلالها بكفاءة في كافة النواحي. وأن التنمية في النهاية تنمية بشر وليست إقامة أشياء كمؤسسات ومصانع وطرق.

زيادة عملية المعرفة والمهارات والقدرات للقوى العاملة القادرة على العمل في جميع المجالات والتي يتم انتقاؤها واختيارها في ضوء ما أجري من اختبارات مختلفة بغية رفع مستوى كفاءتهم الإنتاجية لأقصى حد ممكن.

المعوقات التي تواجه تنمية الموارد البشرية

واجهت تنمية الموارد البشرية العديد من المعوقات وقد تمثلت فيما يلي:
  • إتجاه الأسواق نحو العالمية من أهم العوامل التي زادت إهتمام المؤسسات المحلية والدولية بالموارد البشرية, ليؤهل هذه المؤسسات في انطلاقها نحو الأسواق العالمية.
  • تنوع الموارد البشرية: حيث تضُم الشركات و المؤسسات ذات النشاط الدولي عاملين متعددي الجنسيات, ومن مختلف الأعمار والثقافات، وهذا الأمر يتطلب وجود اختلاف في المهارات و القدرات، مما يتطلب إيجاد مزيد من التدريب.
  • الإتجاه لتقليل العمالة: تتجه المؤسسات الإقتصادية إلى تقليل عدد الهيكل التنظيمي لها، و الإستغناء عن العمالة الزائدة، وتخفيض حجم العمليات، ومما يعظم من وظيفة الموارد البشرية وجعلها أداة تدريب وتنمية مهارات العمالة الموجودة، بما يتناسب مع حجم و طبيعة النشاط.
  • إنعكاس التنافس على رؤية المؤسسات: لجوء عدد كبير من المؤسسات إلى القيام بتغيير سياسات ونظم الموارد البشرية الخاصة بها، حيث يجب أن تخضع القوى العاملة لبرامج تدريبية مستمرة مختصة بمعرفة مدى أهمية التغيير والدوافع الخاصة به, و إنعكاسه على سياساتها.
  • الاتجاه نحو تذليل الصعاب أمام الكفاءات البشرية: فرضت ظروف التنافس بين المؤسسات مشاركة الكفاءات البشرية في مهامهم، عن طريق زيادة حد التدخل مع الكفاءات من أجل تحليل المشاكل، وتقديم الاقتراحات لحلها، ولهذا تجب تنمية مهارات العاملين الخاصة في التفاعل مع المشاكل بشتى أنواعها ، والاحتكاك مع العملاء.

التنمية البشرية المستدامة

أصبحت واحدة من أهم المفاهيم الحديثة التي تؤثر على القوى البشرية في الوقت الحاضر وعلى الأجيال القادمة من القوى العاملة، حيث قدمت التنمية البشرية اختيارات أكثر رفاهية وإنسانية مما نتج عنه شراهه في استغلال الموارد الطبيعية بشكل يؤثر بالسلب ويضر بالأجيال القادمة و لاسيما في المجتمعات الاستهلاكية والرأسمالية، فجاءت التنمية البشرية المستدامة لخلق نوع من التوازن بين الأجيال المختلفة في استغلال الموارد الطبيعية، مع الاستمرار في تطوير مهارات البشر والدفع بعجلة الإنتاج، و أصبح هناك مجموعة من المؤشرات التي تقيس التنمية البشرية المستدامة في المجتمعات.

مقياس التنمية البشرية المستدامة في المجتمعات

 يتم من خلال:
  • التمكين : يقصد به إتاحة الفرص المتساوية بين الجميع بدون تدخل عوامل عنصرية أو عوامل غير عادلة في الحصول على التعليم و العمل و خلافه.
  • التعاون : يقصد به القدرة على العمل الجماعي بعيداً عن تأثير الصراعات و النزاعات وصولاً للحروب.
  • الإنصاف : يقصد به الحصول على فرص عادلة لجميع القوى العاملة البشرية في التطور.
  • الاستدامة: ويقصد بها الوضع في الإعتبار تأثير ما يقوم به الأجيال الحالية على البيئة و الاقتصاد و الحضارة البشرية بشكل عام و انعكاسه في المستقبل على حق الأجيال القادمة فيه.
  • الأمن: يعتبر من أهم عوامل استمرار عملية التنمية البشرية المستدامة,فلا تنمية مستدامة بدون أمن, حيث يشجع على الإرتقاء والتطور.

لماذا الاهتمام بإدارة الموارد البشرية؟

حيث أن الموارد البشرية هي القوى العاملة في المؤسسة, لذلك وجب أن يكون هناك إدارة تعنى بكل ما يتعلق بإدارة هذه القوى داخلها.
أن يكون مبدأها هو أن القوى العاملة هي رأس مال الشركة البشري ومن أهم أصولها, لا يمكن النظر إليهم أنهم عبئ على الشركات.
تتفرع إدارة الموارد البشرية إلى عدة أقسام، قسم التوظيف وقسم التدريب و قسم التطوير.

هل توجد علاقة بين مفهومي “التنمية البشرية وتنمية الموارد البشرية؟

تنمية الموارد البشرية عنوان لمفهوم كبير يشترك فيه العديد من الجهات التي لها علاقة بالأسرة و المؤسسات التعليمية و مكان العمل و كذلك المؤسسات الاجتماعية و الاقتصادية, بما لها من دور مؤثر على تنمية القوى البشرية العاملة في المؤسسات والشركات, و تطويرها بما يحقق التنمية والتطور للمجتمع.

ولذلك ستظل غير كافية للوصول إلى التنمية البشرية حيث أنها تهمل فئات معينة من المجتمع ، خاصة الفئات الضعيفة. فالتنمية البشرية ليست مجرد تنمية موارد بشرية وإنما هي التركيز على الإنسان عامة و تنميته وتطويره ليكون مؤهلا للمستقبل بكل تحدياته.

ختاما نجد أن تنمية الموارد البشرية لها دور رائد في عصرنا الحالي فهي تعنى بخلق كوادر و موظفين مثاليين قادرين على أداء المهام المطلوبة منهم، و زيادة فعالية دورهم في المؤسسات. وسيظل التطوير و التجديد و التطبيق ليس صعبا ولكنه ليس بالأمر الهين, اقناع الناس بالتغيير يقابله البعض بالمقاومة بدافع الخوف, عدم وجود الدعم الكافي من الإدارة العليا أو عدم تقدير الإدارة لدور الموارد البشرية.

أما التنمية البشرية لأنها ظهرت انعكاسا للحروب العالمية والآثار المدمرة لها فستظل رؤيتها للإنسان أنه الثروة الحقيقية للأمم و رأس مالها, فكان سعيها الدائم لتحقيق رفاهيته هدفا ليشعر بالراحة النفسية والإستقرار.





google-playkhamsatmostaqltradent